الرباط – يعد اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أقوى دوري في العالم، امتيازا لا يظفر به إلا من حظي بتكوين ذي جودة، وعمل بشكل دؤوب ومثابرة، وهما الشرطان اللذان تحققا في الدولي المغربي نايف أكرد، لاعب “ويست هام” الإنجليزي، الذي استطاع شق طريقه بثبات نحو ال”بريمرليغ” وفرض نفسه مدافعا صلبا يُحسب له ألف حساب.
تلقى نايف أكرد، وهو من مواليد مدينة القنيطرة سنة 1996، تكوينه بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تلقى فيها أبجديات كرة القدم على يد مدربين محنكين، إلى جانب لاعبين آخرين سيشكلون إضافة نوعية ل”أسود الأطلس” في ما بعد.
ومكن التكوين عالي المستوى الذي حظي به أكرد في الأكاديمية، التي التحق بها سنة 2011، من تلقيه عروضا من عدة فرق مغربية، ليظفر بخدماته، في نهاية المطاف، فريق الفتح الرباطي في 2014، وكان يقود الفريق آنذاك المدرب وليد الركراكي.
وخلال موسمه الأول مع الفتح الرياضي، تُوج أكرد، صاحب الـ 27 سنة، مع فريقه بلقب كأس العرش سنة 2014، وتلاه لقب البطولة الوطنية في سنة 2016 لأول مرة في تاريخ النادي.
وسرعان ما لفت الدولي المغربي، بفضل تألقه الملحوظ مع فريقه، أنظار مدرب المنتخب الوطني المغربي آنذاك، هرفي رونار، حيث وجه له الدعوة، خلال شهر غشت 2016، من أجل خوض مباراة ضد منتخب ألبانيا.
واستمر نايف أكرد في حمل قميص المنتخب الوطني المغربي لأقل من 23 سنة، ثم بعد ذلك منتخب المحليين، الذي حقق معه لقب بطولة أمم إفريقيا في سنة 2018، وكان أحد عناصره الأساسيين.
وكان تألقه اللافت رفقة فريق الفتح الرباطي والمنتخب الوطني للاعبين المحليين وراء جذب أنظار فريق ديجون الفرنسي، الذي تعاقد معه سنة 2018، ولعب معه موسمين، لم يكتف خلالهما بالدفاع، بل لبس ثوب المهاجم في أربع مناسبات. ثم انتقل بعدها إلى فريق “رين” الفرنسي سنة 2020، وهناك بصم على أداء متميز رفقة الفريق في الدوري المحلي وفي دوري أبطال أوروبا موسم 2020/2021 ، قبل أن يشد الرحال إلى الدوري الإنجليزي في يونيو 2022 ليلعب مع فريق “وست هام” .
ولم يحتج المدافع الدولي المغربي للكثير من الوقت من أجل الانسجام مع فريقه الإنجليزي، خصوصا وأنه يتحدث الإنجليزية، لكن الرياح لم تجر بما يشتهيه نايف أكرد حيث تعرض لإصابة في بداية الموسم الأول له مع الفريق، ما كاد يحرمه من المشاركة رفقة المنتخب الوطني في كأس العالم قطر 2022. فقد مكنه عمله الدؤوب من العودة للملاعب بشكل سريع واستعادة لياقته البدنية، ليشكل أحد الأعمدة الأساسية للمنتخب الوطني في المونديال.
ومع فريقه “وست هام”، واصل نايف أكرد تحقيق الإنجازات من خلال التتويج بدوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم في 2023. كما اختاره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، في التشكيلة المثالية للدوري لموسم 2022-2023.
وخاض نايف رفقة “ويست هام”، الذي يلعب أيضا في مسابقة “اليوروبا ليغ” الأوروبية هذا الموسم (2023/2024)، عشرين مباراة في كل المسابقات سجل خلالها هدفين، ويحتل فريقه المركز السادس إلى حدود الدورة الـ 20 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
بعد تألقه في كأس العالم، يطمح نايف أكرد إلى تقديم أداء متميز رفقة “أسود الأطلس” على المستوى القاري، خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية 2023 في كوت ديفوار، مع التطلع إلى الفوز باللقب الإفريقي الثاني في تاريخ كرة القدم الوطنية.