سجلت الرياضة المغربية، جماعية كانت أو فردية، إنجازات لا يستهان بها في سنة 2016، ويمكن بالتالي اعتبارها سنة طغت فيها نسبيا الانتصارات على الانكسارات، فيما يخص العديد من الرياضات على غرار كرة القدم التي عادت عن جدارة واستحقاق إلى الواجهة الإفريقية.
وشكل تتويج المنتخب المغربي لكرة القدم المصغرة بكأس افريقيا وتأهل منتخب الكبار “أسود الأطلس” لكأس إفريقيا للأمم 2017 أهم الأحداث التي ميزت كرة القدم المغربية سنة 2016.
وسجل المنتخب المغربي لكرة القدم المصغرة، بقيادة المدرب المغربي هشام الدكيك، إنجازا تاريخيا بفوزه بلقب كأس إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه بجوهانسبورغ، بعد فوزه في المباراة النهائية على المنتخب المصري (3-2)، المتوج باللقب في ثلاث مناسبات سابقة.
إنجاز الفوز بكأس إفريقيا لم توازيه مسيرة موفقة خلال المشاركة الثانية للعناصر الوطنية في بطولة العالم بكولومبيا، إذ لم يتمكنوا من تجاوز عقبة الدور الأول بعد تسجيلهم لثلاث هزائم أمام كل من إيران وأزربيدجان ومنتخب إسبانيا حامل اللقب.
ويتمثل الحدث الآخر الذي ميز السنة التي تقارب على الانتهاء في تأهل أسود الأطلس للنسخة 31 لنهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون المرتقبة في 14 فبراير 2017.
وضمن المنتخب المغربي تأهله قبل النهاية الرسمية للمباريات الإقصائية، مسجلا حضوره للمرة 16 في تاريخ مشاركاته، بعدما تصدر مجموعته ب16 نقطة، حيث أوقعته قرعة الدور الأول في مواجهة منتخبات كوت ديفوار، والطوغو والكونغو الديمقراطية بالمجموعة الثالثة.
أما على مستوى الأندية فإن فرق الوداد البيضاوي واتحاد الفتح الرياضي لم يكن التوفيق حليفهما في تحقيق إنجاز قاري للكرة المغربية على مستوى الأندية، حين توقفت مسيرتهما في دور نصف النهاية، المربع الذهبي.
وعلى الرغم من الفوز التاريخي للوداد البيضاوي في إياب دور نصف نهاية دوري أبطال إفريقيا بالرباط (5-2) أمام الزمالك المصري، إلا أن سقوطه المفاجئ في مباراة الذهاب بالقاهرة حال دون تحقيق حلم الفوز بالكأس الافريقية الأغلى للمرة الثانية في تاريخ الفريق الأحمر.
حظ اتحاد الفتح الرياضي لم يكن أحسن حالا من الوداد البيضاوي حيث حرمه هدف في آخر الدقائق في مباراته أمام مولدية بجاية الجزائري في إياب نصف نهاية كأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم من بلوغ المباراة النهائية، بعدما كان متفوقا بهدف للاشيء، وإنهاءه لمباراة الذهاب بنتيجة التعادل صفر لمثله.
وعلى المستوى المحلي تمكن اتحاد الفتح الرياضي من الفوز بأول لقب للبطولة المغربية في تاريخه بعد مرور 70 سنة على تأسيسه بقيادة المدرب الشاب وليد الركراكي.
من جهته أكد فريق المغرب الفاسي المستويات الكبيرة التي قدمها في طريقه لنهائي كأس العرش بإقصائه لأقوى أندية القسم الوطني الأول، وهو الذي ينشط في القسم الثاني، بتفوقه على أولمبيك آسفي (2-1) بعد الاحتكام للأشواط الإضافية في نهائي تاريخي بمدينة العيون يوم 18 نونبر.
عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة، كانت وجهة لعشاق قدماء الكرة العالمية والمغربية باحتضانها للمرة الثانية على التوالي لمباراة استعراضية بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، جمعت أبرز قدماء نجوم كرة القدم العالمية، في مقدمتهم النجم الأرجنتيني دييغو مارادونا.
جمهور مدينة العيون والجمهور المغربي كان على موعد آخر من أجل متابعة أسماء سحرت بموهبتها عشاق كرة القدم العالمية في فترات مختلفة من التاريخ، من بينهم ريفالدو، كانيجيا، أبيدي بيلي، جرج ويا، حيث شهد مركب الشيخ لغضف في حلته الجديدة على لحظات تفاعل مميزة بين هؤلاء النجوم وقرابة 20 ألف متفرج.
وشكلت زيارة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني أنفنتينو المنتخب سنة 2016 لمدينة مراكش أحد أقوى اللحظات التي ميزت هذه السنة، حيث أشار على أن المغرب يتوفر على كل المقومات التي تجعله ينظم أبرز الأحداث الرياضية العالمية.
وهو ما أكده رئيس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو الذي صرح للصحافة بأن المغرب لديه كل المؤهلات من أجل استضافة كأس العالم.