الخميس 09 ماي 2024

تأثير إنجازات المنتخب الوطني لكرة القدم على صورة المغرب بالخارج

تعرف الساحة الدولية منافسة قوية بين الدول في إظهار تفوقها وحكامتها في إدارة شؤونها في مختلف المجالات. وليست الرياضة بمعزل عن ذلك، لما لها من تأثير على سمعة البلد دوليا، باعتبارها نافذة ينظر من خلالها العالم إلى البلدان المتنافسة وثقافتها. وهو ما يحتم على الدول الاستثمار في المجال الرياضي لتطوير قوتها الناعمة. لقد عكست النتائج التي حصل عليها المنتخب المغربي لكرة القدم خلال كأس العالم 2022 عمق الرؤية الملكية في النهوض بالرياضة المغربية لتتبوأ مكانة عالية تعكس حجم، وعراقة، وأصالة المملكة المغربية ومساهمتها الحضارية في الرقي بالإنسانية. فهذا الإنجاز غير المسبوق جعل العالم يقف إجلالا وتقديرا للتدبير الحكيم للبلد.

لقد أبانت الجماهير المغربية التي كانت تشجع المنتخب الوطني المغربي خلال منافسات كأس العالم 2022 عن مستوى متقدم من الوعي والتحضر جعل العالم ينظر باحترام للمواطن المغربي، بعيدا عن الصورة النمطية التي كانت تروجها بعض وسائل الإعلام الأجنبية. فقد بينت الصور والربورتاجات التي كانت تبث قدرة المغاربة على التواصل باللغات العالمية، وثقافتهم الرياضية الواسعة، وتقبلهم للآخر، وتشبتهم بقيمهم الحضارية النبيلة. لقد كان الجمهور المغربي مبدعا خلال مباريات المنتخب الوطني ونحت بعض العبارات ظلت محل إعجاب دولي وعربي وبقت عالقة في أذهان عشاق كرة القدم كعبارة ” سيير.  سيير. سيير”، التي غزت الجماهير الأجنبية. حيث أظهر المغاربة للعالم استعدادا قويا وثقة في نفس عالية جعلت من مدرب المنتخب الألباني لكرة القدم، سيلفيو مينديز كامبو جونيور، ينظر للمنتخب المغربي لكرة القدم ” كمرجع” و” مصدر إلهام”.

ومن ناحية أخرى، أكسب تقدم المغرب في منافسات كأس العالم تعاطفا كبيرا من الجمهور العربي والعالمي على حد سواء. حيث محت تلك الإنجازات جهودا من الدعاية الكاذبة التي كانت تروج ضد المغرب على الصعيد الدولي. لقد فتح إنجاز المنتخب المغربي لكرة القدم الباب على مصراعيه للجميع للعمل بجد للوصول إلى القمة ليس في المجال الرياضي فحسب، بل في باقي المجالات، جاعلا من النية مفتاح النجاح في الحياة. وهو ما أعطى للجمهور العالمي جرعة أمل لتحقيق ذاته في الحياة. إذ في ظرف وجيز غزت أقمصة المنتخب الوطني والأعلام المغربية العديد من المناطق في العالم، وتعالت الصيحات بتشجيع المنتخب المغربي من مختلف القارات.

ومن الناحية الاجتماعية، فقد انعكست النتائج الطيبة التي حققها المنتخب المغربي، بالإيجاب على المواطن المغربي بالخارج. إذ أصبح ينظر إليه باحترام كبير، باعتباره سليل بلد عريق يخطو بخطة ثابتة نحو المستقبل، تحدوه الرغبة في التفوق في جميع المجالات.