الدارالبيضاء – في سابقة من نوعها في تاريخ كرة القدم العالمية، أعلن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء في رسالة بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والتي منحت لجلالته بالعاصمة الرواندية كيغالي، عن ترشح المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال لاستضافة مونديال 2030.
ويتوفر الملف المشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال على العديد من نقاط القوة، بالنظر إلى الخبرة الكبيرة للبلدان الثلاثة في تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية الدولية، وامتلاكها لبنيات تحتية عالية الجودة، وكذا الاستقرار الذي تنعم به البلدان المرشحة لكأس العالم 2030.
وفي الواقع، فقد رسخ المغرب نفسه خلال السنوات الأخيرة كبلد لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية الكبرى، وهو ما أكده الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عندما اختار المغرب لاحتضان كأس العالم للأندية 2022 بعد نسختي 2013 و 2014، الشيء الذي يؤكد نجاح المملكة المغربية في تنظيم كبريات الأحداث الرياضية بفضل البنيات التحتية التي تستجيب للمعايير الدولية وتؤهلها لتنظيم أقوى المنافسات القارية والعالمية، مما جعلها نموذجا يحتذى به.
وسيكون المغرب، الذي سبق أن قدم ترشيحه لتنظيم كأس العالم خمس مرات (1994 و 1998 و 2006 و 2010 و 2026)، هذه المرة مرشحا إلى جانب بلدين أوروبيين في سابقة تاريخية لاحتضان نسخة 2030.
وعلاوة على ذلك، يكتسي الترشح المشترك للمغرب مع إسبانيا والبرتغال لكأس العالم 2030، أهمية كبيرة بالنسبة لكرة القدم الافريقية الطامحة إلى استلهام التجربة المغربية في هذا المجال.
ومنذ سنة 2017 ، وقعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع نظيراتها من مختلف الدول الافريقية حوالي 40 اتفاقية شراكة بهدف تبادل الخبرات والتجارب في مجال التدريب والتكوين والتأطير والتحكيم، وتنظيم المباريات الودية والتجمعات الاعدادية واللقاءات الرسمية في المغرب.
وفضلا عن الجانب الرياضي ، يعد هذا الترشح المشترك التاريخي فرصة لتعزيز الروابط والعلاقات بين إفريقيا وأوروبا وشمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط من أجل شراكة قوية وغنية في جميع المجالات.
وقد أكد جلالة الملك، في الرسالة التي تلاها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والتي منحت لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن هذا الترشيح المشترك، الذي يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، سيحمل عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي.
وأضاف جلالته أن هذا الترشيح سيجسد أيضا أسمى معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك، وينتصب شاهدا على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والإمكانات.
وسيسهم الترشح المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال في تعزيز التماسك بين البلدان الافريقية والأوروبية والمتوسطية والعربية حول شغف كرة القدم، فضلا عن كونه يشكل فرصة مواتية لتبادل التجارب والخبرات من أجل تنمية مشتركة وعالمية.
وسيواصل المغرب، الذي يعد واجهة استراتيجية بين أوروبا وافريقيا، بفضل هذا الترشح المشترك تكريس مكانته المتميزة في تعزيز الشراكة الأوروبية الافريقية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما يجسد هذا الترشح رؤية المملكة المغربية لتعزيز التعاون الأورومتوسطي، انطلاقا من قناعتها بأن الشراكة التي تربط بلدان البحر الأبيض المتوسط يمكن أن تسهم بشكل فعال في تعزيز العلاقات الأوروبية- العربية والأوروبية -الافريقية.
ويسهم هذا الترشح المشترك لاستضافة كأس العالم 2030 أيضا في تعزيز التكامل الإقليمي وتقوية مختلف أوجه الشراكة من أجل تحقيق الرخاء المشترك.