رسالة ملكية إلى اللجنة التنفيذية للفيفا بمناسبة التقديم النهائي لملف ترشيح المغرب لاحتضان مونديال 2010
زوريخ، 24 ربيع الأول 1425 هـ الموافق 14 ماي 2004 م
«الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه،
السيد الرئيس بلاتير، السادة أعضاء اللجنة التنفيذية الموقرين،
إن المغرب، الذي يقدم ترشيحه من أجل احتضان مباريات كأس العالم للاتحاد الدولي لكرة القدم لسنة 2010، لهو مغرب جديد معتز بتاريخه منفتح على العالم تواق إلى المستقبل. إنه مغرب الديموقراطية، حيث تنفتح أمام شبابه كل السبل لتحقيق ما يصبو إليه من طموح وينمي ما يزخر به من مواهب.
إننا، في إطار مسيرتنا التنموية، وبغض النظر عن ترشيحنا هذا، نعمل جاهدين على بناء بلد عصري، تتوافر فيه كل البنيات الأساسية من مطارات وطرق سيارة، علاوة على تشييد ملاعب جديدة. إن ما لدينا حاليا، من مستشفيات ومصحات ومصالح للمستعجلات العمومية منها، والخاصة وما هو متاح من تغطية وطنية بشبكة الهاتف الثابت والنقال على الصعيد الوطني، وكذا شبكة الأنترنيت، التي هي في متناول الجميع، كلها عوامل كفيلة بطمأنة اتحاد «الفيفا»، وإقناعه، بأن كافة الوسائل اللوجيستية ستسخر من أجل أن يكون كأس العالم بمثابة عرس شيق يحرك الوجدان، ويذكي جذوة الشغف برياضة كرة القدم.
لقد دعونا حكومتنا، بأن توفر أقوى الضمانات باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية، الكفيلة بالاستجابة لمطالبكم، التي هي أيضا مطالبنا. إن المغرب، ليسخر كل إمكاناته، ويجعلها أمانة لديكم ومفتاحا ليكون كأس العالم، كأس السكينة، والاطمئنان، معتبرين ضيوفكم ضيوفنا وأصدقاءكم أصدقاءنا وفرقكم هي فرقنا، وذلك حتى تظل كرة القدم أكثر الأعراس الرياضية عالمية وشعبية.
السيد الرئيس، السادة أعضاء اللجنة التنفيذية المحترمين،
إن بلدنا، الذي يشاطر الفيفا عزمها على أن يتم تنظيم كأس العالم 2010 في غاية الإحكام، ليعتزم في نفس الوقت إضفاء حلة جديدة على الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
والمغرب، الذي رفع عاليا مشعل الكرة الإفريقية، سيعمل كل ما في وسعه، لكي تصبح كأس العالم هاته، قاطرة لرفع التحديات الهائلة، التي تواجهها القارة الإفريقية، بغية تحقيق التنمية المستدامة في جو من السلم والوئام. وهو التطلع، الذي يتناسب تماما وهوية المغرب الحضارية المتميزة كأرض للسلام والتسامح، كما تشهد على ذلك مؤسساتنا وتاريخنا العريق.
ما من شك، أنه بفضل مجهوداتكم الدؤوبة، أبانت مؤسستكم في عالم يسوده العنف والتطرف، عن أن كرة القدم والقيم النبيلة، التي تشيعها، تساهم في بناء عالم أفضل للإنسانية. وإننا، نعتقد اعتقادا راسخا، بأن كأس العالم تحمل بين طياتها رسالة مفادها أن العنف واليأس ليسا قدرا محتوما. وإن المملكة المغربية ليحدوها أمل كبير في أن تعمل، يدا في يد، مع الفيفا لتبليغ هذه الرسالة إلى كافة أرجاء المعمور.
ولنا اليقين، أنه حين، سيسدل الستار على مباريات كأس العالم 2010 بالمغرب، سيغمركم شعور بالفخر والاعتزاز لكونكم أسندتم شرف تنظيم هذه التظاهرة البارزة لبلد إفريقي.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.»