اكاديمية محمد السادس لكرة القدم
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.. مبادرة ملكية رائدة تروم تطوير كرة القدم الوطنية وتعزيز إشعاعها على المستويين العالمي والقاري
تعد أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2010 بسلا الجديدة، سر نجاح والتألق اللافت للمنتخبات الوطنية على المستويين العالمي والقاري، وكذا وراء بروز اللاعبين المغاربة في أوروبا خلال السنوات الماضية.
ويعكس هذا المشروع الهيكلي، الذي يؤتي ثماره، الرعاية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها للرياضة والرياضيين، كما يترجم الحرص الدائم لجلالته على تعزيز ممارسة الرياضة عموما وكرة القدم على الخصوص، من خلال توفير بنيات تحتية هائلة وتكوين ذي جودة عالية
” فالرياضة تمكن من اكتساب روح العمل الجماعي والانفتاح على الآخر وتحفز على التنافس السليم فضلا عن كونها عاملا لإدماج الشباب يقيهم من الوقوع في الانحراف ويمكنهم من التوظيف المجدي لأوقات الفراغ إضافة إلى أنه يسهم بشكل فعال في تعزيز المسار التعليمي للأطفال والشباب.”
مقتطف من رسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة «الرياضات كوسيلة لدعم التنمية الاقتصادية المحلية وخلق فرص الشغل» – جنيف، 09 جمادى الثانية 1427 هـ الموافق 05 يوليوز 2006 م.
وفضلا عن تقديمها نموذجا مرجعيا في مجال تكوين اللاعبين ومشتلا لصقل العديد من المواهب الرياضية، تعتبر الأكاديمية مشروعا ملكيا يهدف إلى النهوض بكرة القدم الوطنية وتطويرها من خلال انتقاء وتكوين لاعبين موهوبين، يشكل بعضهم اليوم العمود الفقري للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي تأهل إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 لأول مرة في تاريخ كرة القدم العربية والافريقية.
“وبقدر ما أسعدتم الشعب المغربي، ومختلف الجماهير الشقيقة والصديقة، خاصة منها العربية والإفريقية، التي تابعت إنجازكم الباهر بكل محبة وفخر وإعجاب، بقدر ما أشهدتم العالم، بحق، بعلو كعبكم، وصلابة عزيمتكم النابعة من قوة إيمانكم وحبكم لوطنكم، وتشبثكم بشعاركم الخالد الله، الوطن، الملك”.
مقتطف من برقية تهنئة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى أعضـاء المنتخـب الـوطنـي المغربي لكـرة القـدم بمناسبة الإنجاز التاريخي غير المسبوق في منافسات كأس العالم قطر 2022 – 17 دجنبر 2022
فالأداء الباهر “لأسود الأطلس” في العرس العالمي، يعد ثمرة سنوات طوال من الاستثمار في تكوين اللاعبين، لا سيما من خلال هذه المعلمة الرياضية التي تبذل جهودا كبيرة تستحق الثناء في هذا المجال بالنظر إلى جودة التكوين الذي تقدمه الأكاديمية التي لا تدخر جهدا في سبيل إعداد لاعبي كرة قدم المستقبل.
“ولقد حرصت دوماً على جعل كرة القدم في بلدي، المملكة المغربية، ركيزة للنجاح ورافعة للتنمية البشرية المستدامة. فلئن كانت لعبةً تستأثر بقلوب الملايين، وموهبة تعكس طاقة إبداعية خلاقة، فهي تقوم أيضا على أساس رؤيةٍ مستقبليةٍ، والتزامٍ طويل النفس، وحكامةٍ قوامها النجاعة والشفافية، واستثمارٍ في البنيات التحتية وفي الرأسمال البشري.”
مقتطف من رسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والتي منحت لجلالته بكيغالي – الثلاثاء 21 شعبان 1444 ه الموافق 14 مارس 2023 م.
وتركت الأكاديمية، التي أحدثت بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتطوير الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، أيضا بصمتها في منافسات كأس افريقيا للأمم لأقل من 17 سنة، الذي توج بالميدالية الفضية لكأس إفريقيا للأمم.
اذ على الرغم من صغر سنهم، تألق لاعبو المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة بمهاراتهم وقدراتهم الفنية على أرض الملعب طيلة أطوار بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيث أبانوا عن الروح القتالية والفعالية واللعب النظيف في مختلف مباريات هذه المسابقة.
“يسرنا أن نتوجه إليكم بأحر تهانئنا على الإنجاز المتميز الذي حققتموه ببلوغكم المباراة النهائية لبطولة كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة في نسختها الرابعة عشر التي احتضنتها الجزائر الشقيقة، وتأهلكم عن جدارة واستحقاق إلى نهائيات كأس العالم 2023“.
مقتطف من برقية تهنئة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأعضاء المنتخب الوطني على إنجازهم المتميز خلال كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة وتأهلهم لكأس العالم 2023.
وبهذا الإنجاز الرائع لأشبال الأطلس، تواصل كرة القدم المغربية (ذكورا وإناثا) تألقها على الساحة القارية والدولية في مختلف الفئات العمرية، وكذا قدرتها على مواصلة توهجها والحفاظ على مستواها وحضورها اللافت لسنوات عديدة على أعلى مستوى وبالتالي الاستمرار في كتابة صفحات رائعة في تاريخها.
“إن ثقتنا كبيرة في الإمكانيات الكبيرة للرياضة المغربية، ومن هنا، لن نألو جهدا من أجل دعم كل المبادرات الحسنة التي تعمل جاهدة على بلوغ هدفها الأسمى، المتمثل في جعل الرياضة المغربية نموذجا متميزا ومدرسة حقيقية للحياة وللوطنية والمواطنة وعنصرا للتلاحم الاجتماعي ورافعة لإشعاعنا الجهوي والدولي.”
مقتطف من رسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية حول الرياضة المغربية – الصخيرات، 24 شوال 1429 هـ الموافق 24 أكتوبر 2008 م.
والواقع أن هذا النجاح اللافت الذي تعيشه كرة القدم بالمغرب، ليس وليد الصدفة، أو مجرد ضربة حظ، بل هو ثمرة عمل دؤوب يسهر عليه القائمون على الشأن الرياضي والمؤسسات المعنية من أجل تطوير البنيات التحتية الرياضية بالإضافة إلى حكامة تسييرية جيدة لتحسين أداء كرة القدم الوطنية وتعزيز تنافسيتها وذلك انسجاما مع الرؤية الملكية السديدة في هذا الشأن.
ويشكل إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تطلب بناؤها تعبئة استثمارات مالية بقيمة 140 مليون درهم، تجسيدا للعناية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها للقطاع الرياضي بصفة عامة، ولتطوير ممارسة لعبة كرة القدم بصفة خاصة.
وتهدف الأكاديمية، المشيدة على مساحة تقدر بنحو 18 هكتارا، إلى المساهمة في انتقاء وتكوين ممارسين لرياضة كرة القدم من مستوى عال، من خلال وضع نظام تربوي يجمع بين الرياضة والدراسة.
كما تتيح هذه المؤسسة الرياضية، التي تستجيب للمعايير الدولية في المجال وتقدم إطارا ملائما وظروف الراحة والأمن المثلى، تكوين الشباب بما يخول له ممارسة كرة قدم النخبة سواء في المغرب أو الخارج.
“كما ينبغي العمل على إيجاد نموذج ناجع يتيح النهوض برياضة النخبة والرياضة الجماهيرية، في إطار من الانسجام والتناغم، وإعطائهما معا نفس الاهتمام في السياسات الرياضية العمومية. فرياضة النخبة تمكن من الارتقاء بالرياضة الوطنية إلى مستويات عليا، تشكل مثالا يقتدى به، بالنسبة لعموم المواطنين.”
مقتطف من رسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية حول الرياضة المغربية – الصخيرات، 24 شوال 1429 هـ الموافق 24 أكتوبر 2008 م
وقد جرى بناء وتجهيز الأكاديمية، التي تعد ثمرة إرادة ملكية، وفق معايير تجعلها تضاهي مراكز التكوين المهنية الأوروبية ذات الصيت العالمي، وذلك بغية الاهتمام بالشباب المغربي ومنحه الظروف الملائمة لتلقي تكوين رياضي علمي يخول له الممارسة في أكبر الأندية الكروية بالمغرب وأوروبا على حد سواء.
فهذه المنشأة الرياضية الرائدة توفر أحدث النظريات العلمية والبيداغوجية في ميدان تلقين محتويات التدريب والتكوين وكافة الوسائل اللوجستيكية والظروف الملائمة حتى يستفيد اللاعب والمدرب من خدماتها وتحسين مستوياتهم الرياضية.
المصدر: و.م.ع
أبرز خريجي الأكاديمية
المنتخب الوطني للكبار