الثلاثاء 03 دجنبر 2024

الثلاثاء 03 دجنبر 2024

الخطب
والرسائل الملكية

الخطب والرسائل الملكية

السبت 11 محرم 1445 هـ الموافق 29 يوليوز 2023 م
مقتطف من خطاب جلالة الملك الموجه إلى الأمة بمناسبة عيد العرش المجيد
إن ما ندعو إليه، ليس شعارا فارغا، أو مجرد قيمة صورية. وإنما هو مفهوم متكامل، يشمل مجموعة من المبادئ العملية والقيم الإنسانية. فكلما كانت الجدية حافزنا، كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات. فالشباب المغربي، متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم. فقد قدم أبناؤنا، بشهادة الجميع، وطنيا ودوليا، أجمل صور حب الوطن، والوحدة والتلاحم العائلي والشعبي، وأثاروا مشاعر الفخر والاعتزاز، لدينا ولدى كل مكونات الشعب المغربي. وهي نفس الروح التي كانت وراء قرارنا، بتقديم ملف ترشيح مشترك، مع أصدقائنا في إسبانيا والبرتغال، لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي نتطلع ونعمل على أن تكون تاريخية، على جميع المستويات. إنه ترشيح غير مسبوق، يجمع بين قارتين وحضارتين، إفريقيا وأوروبا، ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويحمل طموحات وتطلعات شعوب المنطقة، للمزيد من التعاون والتواصل والتفاهم.
السبت 11 محرم 1445 هـ الموافق 29 يوليوز 2023 م
الثلاثاء 21 شعبان 1444 هـ الموافق 14 مارس 2023 م
صاحب الجلالة يوجه رسالة بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والتي منحت لجلالته بكيغالي
كيغالي - وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء 21 شعبان 1444 ه الموافق 14 مارس 2023 م رسالة بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والتي منحت لجلالته بكيغالي عاصمة رواندا. وفي ما يلي النص الكامل للرسالة الملكية، التي تلاها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى : " الحمـد لله، والصـلاة والسـلام عـلى مـولانـا رسـول الله وآلـه وصحبـه. أخي العزيز بول كاغامي، رئيس جمهورية رواندا، السيد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السيد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، يطيب لي، بدايةً، أن أعرب لكم عن عميق ترحيبي بمنحي جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والتي يسعدني تسلمها اليوم. وأود، بهذه المناسبة، أن أحيي حضور السيد جياني إيفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، مشيداً بالتزامه القوي تجاه كرة القدم الإفريقية. كما أشكر رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، السيد باتريس موتسيبي، على دوره الريادي وجهوده من أجل تعزيز إشعاع كرة القدم الإفريقية وإعادة المصداقية لهيئاتها التقريرية. ولعل ما يجمعني بأخي فخامة الرئيس بول كاغامي، الذي يحتفي به الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أيضاً اليوم، هو ثقتنا الراسخة في قارتنا الإفريقية، وفي شبابها وقدراتها. وهذا ما يحفزنا على العمل المتواصل، بحماس لا يستكين ولا يغتر بالركون إلى ما حققناه من مكتسبات. أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، ما زلت متشبثاً بالقناعة التي عبرت عنها في خطابي بمناسبة القمة التاسعة والعشرين لقادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في سنة 2017، الذي أكدت فيه أن "مستقبل إفريقيا يبقى رهيناً بشبابها" وأن "انتهاج سياسة إرادية موجهة نحو الشباب من شأنه تركيز الطاقات على التنمية". إن هذه الجائزة التي تُمنح لي اليوم هي، أولا وقبل كل شيء، تكريم لعبقرية إفريقيا وشبابها المتألق. فهي تمثل، بالنسبة لي، اعترافاً بالاختيارات التي انتهجتها من أجل توفير الظروف الكفيلة بإبراز هذه العبقرية والنهوض بها. وذلك لأن كرة القدم ليست رياضة فحسب، بل هي ثمرة بناء وعمل متواصلين. ولقد حرصت دوماً على جعل كرة القدم في بلدي، المملكة المغربية، ركيزة للنجاح ورافعة للتنمية البشرية المستدامة. فلئن كانت لعبةً تستأثر بقلوب الملايين، وموهبة تعكس طاقة إبداعية خلاقة، فهي تقوم أيضا على أساس رؤيةٍ مستقبليةٍ، والتزامٍ طويل النفس، وحكامةٍ قوامها النجاعة والشفافية، واستثمارٍ في البنيات التحتية وفي الرأسمال البشري. وبقدر ما شرفت كرة القدم المغربية القارة الإفريقية خلال كأس العالم الأخيرة بقطر، فإنها قد أعلت من شأن القيم الإنسانية المتمثلة في روح المثابرة ونكران الذات، والدفع بالقدرات الذاتية إلى أقصى الحدود. وهي القيم التي حرصنا على ترسيخها من خلال ضم الرياضة إلى التربية، سعيا منا إلى توسيع قاعدة ممارسة كرة القدم بشكل خاص، وتحرير الطاقات ومواكبة ما يتم اكتشافه من مواهب بما يناسب من تكوين وتأهيل. وقد أثبتت المملكة المغربية، في مناسبات عديدة، وبالعمل الملموس، أنها تضع إمكانياتها وبنياتها التحتية وتجربتها، لاسيما في مجال الكرة القدم، رهن إشارة جميع البلدان الإفريقية الشقيقة الراغبة بدورها في جعل الشباب دعامة للأمل والنمو. وذلك لأن طموحي من أجل بلدي لا يضاهيه في جوهره سوى طموحي من أجل القارة الإفريقية. أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، من هذا المنطلق، أعلن أمام جمعكم هذا، أن المملكة المغربية قد قررت، بمعية إسبانيا والبرتغال، تقديم ترشيح مشترك لتنظيم كأس العالم لسنة 2030. وسيحمل هذا الترشيح المشترك، الذي يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، عنوانَ الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي. كما سيجسد أسمى معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك، وينتصب شاهداً على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والامكانات. والسـلام عليكـم ورحمـة الله تعـالـى وبـركـاتـه ".
الثلاثاء 21 شعبان 1444 هـ الموافق 14 مارس 2023 م
الصخيرات،‭ ‬24‭ ‬شوال‭ ‬1438‭ ‬هـ‭ ‬الموافق‭ ‬18‭ ‬يوليوز‭ ‬2017‭ ‬م
رسالة‭ ‬ملكية‭ ‬إلى‭ ‬المناظرة‭ ‬الدولية‭ ‬المنظمة‭ ‬تحت‭ ‬شعار ‭ ‬‮«‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإفريقية‭ ‬هي‭ ‬رؤيتنا‮»
‮«‬الحمد‭ ‬لله،‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬مولانا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬وآله‭ ‬وصحبه، معالي‭ ‬السيد‭ ‬جياني‭ ‬إنفانتينو،‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬معالي‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬أحمد،‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬أصحاب‭ ‬المعالي‭ ‬والسعادة،‭ ‬حضرات‭ ‬السيدات‭ ‬والسادة، إنه‭ ‬لمن‭ ‬دواعي‭ ‬السرور،‭ ‬أن‭ ‬نرحب‭ ‬بكم‭ ‬في‭ ‬بلدكم‭ ‬الثاني،‭ ‬المغرب،‭ ‬بمناسبة‭ ‬انعقاد‭ ‬هذه‭ ‬الندوة‭ ‬الهامة،‭ ‬حول‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإفريقية‭. ‬وإننا‭ ‬لنشيد‭ ‬بهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬البناءة،‭ ‬التي‭ ‬نعتبرها‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬للقيام‭ ‬بتشخيص‭ ‬جماعي‭ ‬لواقع‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬بالقارة،‭ ‬والتطور‭ ‬الذي‭ ‬عرفته،‭ ‬والوقوف‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬واقتراح‭ ‬التوجهات‭ ‬الكبرى‭ ‬لبلورة‭ ‬رؤية‭ ‬مشتركة‭ ‬لتطوير‭ ‬الكرة‭ ‬الإفريقية‭.‬ وقد‭ ‬أبينا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نضفي‭ ‬رعايتنا‭ ‬السامية،‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬الإفريقي‭ ‬الكبير،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬اعتبارا‭ ‬للمكانة‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬قلوبنا،‭ ‬ولعلاقات‭ ‬الأخوة‭ ‬والتضامن‭ ‬والتعاون‭ ‬التي‭ ‬تربطنا‭ ‬بشعوبها‭ ‬؛‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬لإيماننا‭ ‬الراسخ‭ ‬بأن‭ ‬مستقبل‭ ‬إفريقيا‭ ‬يبقى‭ ‬رهينا‭ ‬بتأهيل‭ ‬شبابها،‭ ‬وفتح‭ ‬الآفاق‭ ‬أمامه‭ ‬لإبراز‭ ‬مؤهلاته،‭ ‬وبمدى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إدماجه‭.‬ حضرات‭ ‬السيدات‭ ‬والسادة، إذا‭ ‬كانت‭ ‬إفريقيا‭ ‬غنية‭ ‬بثرواتها‭ ‬الطبيعية،‭ ‬فهي‭ ‬غنية،‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬بشبابها‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬ثلثي‭ ‬ساكنة‭ ‬القارة،‭ ‬والذي‭ ‬نثق‭ ‬في‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الإقلاع‭ ‬الذي‭ ‬نتطلع‭ ‬إليه‭ ‬جميعا،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وفرنا‭ ‬له‭ ‬الظروف‭ ‬المواتية‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬مواهبه‭ ‬وصقلها‭.‬ ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬فإن‭ ‬تطوير‭ ‬الممارسة‭ ‬الرياضية‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها،‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬بالخصوص،‭ ‬يمثل‭ ‬إحدى‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬لتنمية‭ ‬الشباب،‭ ‬وإدماجهم‭ ‬في‭ ‬محيطه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬ولتقوية‭ ‬مناعتهم‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الانحراف‭ ‬والتطرف،‭ ‬والمغامرة‭ ‬بأرواحهم‭ ‬وبمستقبلهم‭ ‬عبر‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭.‬ إن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬هي‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مجرد‭ ‬رياضة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الألقاب‭ ‬فقط‭. ‬فهي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬إذكاء‭ ‬الروح‭ ‬الرياضية،‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي،‭ ‬والتنافس‭ ‬الشريف،‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬ وكما‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬عليكم،‭ ‬فكرة‭ ‬القدم‭ ‬هي‭ ‬الرياضة‭ ‬الأكثر‭ ‬شعبية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬العالم،‭ ‬وتحتل‭ ‬مكانة‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬شعوبها‭ ‬؛‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تتجذر‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬هويتها‭ ‬الاجتماعية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإفريقية‭ ‬حافل‭ ‬بالإنجازات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التظاهرات‭ ‬العالمية،‭ ‬وبالمواهب‭ ‬الكروية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تألقت‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القارة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬الدوريات‭ ‬والفرق‭ ‬العالمية‭.‬ إلا‭ ‬أن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الإفريقية‭ ‬مطالبة‭ ‬اليوم،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬برفع‭ ‬تحديات‭ ‬التحديث‭ ‬والعصرنة،‭ ‬ومواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬المتسارعة‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬الرياضة‭ ‬العالمية‭. ‬ولن‭ ‬يتأتى‭ ‬لنا‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بترسيخ‭ ‬الحكامة‭ ‬الجيدة‭ ‬للهياكل‭ ‬التسييرية،‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬التكوين،‭ ‬وتطوير‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية،‭ ‬وتوفير‭ ‬متطلبات‭ ‬ولوج‭ ‬عالم‭ ‬الاحتراف،‭ ‬وتعزيز‭ ‬آليات‭ ‬تسويق‭ ‬المنتوج‭ ‬الكروي‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وإيجاد‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬تطوير‭ ‬كرة‭ ‬النخبة‭ ‬والكرة‭ ‬الجماهيرية‭.‬ حضرات‭ ‬السيدات‭ ‬والسادة، لقد‭ ‬عملنا‭ ‬على‭ ‬رجوع‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬مكانه‭ ‬الطبيعي‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬واللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬إيمانا‭ ‬منا‭ ‬بضرورة‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬أشقائنا‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬قضايا‭ ‬القارة،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭.‬ فالمغرب‭ ‬يتقاسم‭ ‬مع‭ ‬أشقائه‭ ‬الأفارقة‭ ‬نفس‭ ‬التحديات،‭ ‬ونفس‭ ‬الطموح،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الممارسة‭ ‬الرياضية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بكرة‭ ‬القدم‭ ‬بالخصوص،‭ ‬إيمانا‭ ‬منه‭ ‬بالدور‭ ‬الهام‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وتقوية‭ ‬الاندماج‭ ‬والتلاحم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الإشعاع‭ ‬الجهوي‭ ‬والقاري‭ ‬والدولي‭.‬ وتجسيدا‭ ‬لسياستنا‭ ‬التضامنية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬القارة،‭ ‬وإيمانا‭ ‬منا‭ ‬بأهمية‭ ‬التعاون‭ ‬الإفريقي‭ ‬البيني،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬راكمها‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الرياضي،‭ ‬رهن‭ ‬إشارة‭ ‬أشقائه‭ ‬الأفارقة‭.‬ وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬وقعت‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬34‭ ‬اتفاقية،‭ ‬همت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬كالتكوين‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والطب‭ ‬الرياضي،‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬التقنية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استقبال‭ ‬التربصات‭ ‬الإعدادية‭ ‬للفرق‭ ‬الوطنية‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬بمختلف‭ ‬فئاتها‭.‬ وإن‭ ‬المغرب‭ ‬يتطلع‭ ‬لانبثاق‭ ‬قارة‭ ‬إفريقية‭ ‬قوية،‭ ‬متعاونة‭ ‬ومتضامنة،‭ ‬تتبوأ‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬تستحقها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬صناعة‭ ‬القرار،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المشاركة،‭ ‬أو‭ ‬بخصوص‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقها‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬التظاهرات‭ ‬الكروية‭ ‬العالمية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬احتضان‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭.‬ حضرات‭ ‬السيدات‭ ‬والسادة، إننا‭ ‬واثقون‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬الهام،‭ ‬بفضل‭ ‬الخبراء‭ ‬والكفاءات‭ ‬الكروية‭ ‬الإفريقية‭ ‬المشاركة‭ ‬فيه،‭ ‬وبما‭ ‬هو‭ ‬مشهود‭ ‬لهم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬غيرة‭ ‬إفريقية‭ ‬صادقة،‭ ‬سيمكن‭ ‬من‭ ‬بلورة‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬لتطوير‭ ‬الكرة‭ ‬الإفريقية‭ ‬؛‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬تشخيص‭ ‬موضوعي‭ ‬لواقع‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬قارتنا،‭ ‬وتحدد‭ ‬الوسائل‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية،‭ ‬والآليات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬الكفيلة‭ ‬برفع‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الرقي‭ ‬بهذه‭ ‬الرياضة‭ ‬الشعبية‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬ وإذ‭ ‬نجدد‭ ‬الترحاب‭ ‬بكم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المغرب،‭ ‬فإننا‭ ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يكلل‭ ‬أعمالكم‭ ‬بكامل‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح‭. ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وبركاته‭.‬‮»‬
الصخيرات،‭ ‬24‭ ‬شوال‭ ‬1438‭ ‬هـ‭ ‬الموافق‭ ‬18‭ ‬يوليوز‭ ‬2017‭ ‬م
الصخيرات،‭ ‬24‭ ‬شوال‭ ‬1429‭ ‬هـ‭ ‬الموافق‭ ‬24‭ ‬أكتوبر‭ ‬2008‭ ‬م
رسالة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬إلى‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المناظرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الثانية‭ ‬حول‭ ‬الرياضة‭ ‬المغربية
‮«‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬وحده،‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬مولانا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬وآله‭ ‬وصحبه،‭ ‬ حضرات‭ ‬السيدات‭ ‬والسادة،‭ ‬ يطيب‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نتوجه‭ ‬إلى‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناظرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬حول‭ ‬الرياضة‭ ‬المغربية،‭ ‬اعتبارا‭ ‬لما‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬لدى‭ ‬جلالتنا،‭ ‬من‭ ‬بالغ‭ ‬العناية‭ ‬والاهتمام‭ ‬ولما‭ ‬نعلقه‭ ‬من‭ ‬آمال‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى،‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬انطلاقة‭ ‬جديدة‭ ‬تكفل‭ ‬النهوض‭ ‬بأحوال‭ ‬الرياضة‭ ‬المغربية‭.‬ ولن‭ ‬يتأتى‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بتجاوز‭ ‬ما‭ ‬يعيقها‭ ‬من‭ ‬اختلالات‭ ‬منافية‭ ‬لنبل‭ ‬أهدافها‭ ‬ومناقضة‭ ‬لدورها‭ ‬الحيوي،‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬المواطنة‭ ‬الكريمة‭ ‬والغيرة‭ ‬الوطنية‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬ديمقراطي‭ ‬حداثي‭ ‬سليم‭.‬ ومن‭ ‬التجليات‭ ‬الصارخة‭ ‬لاختلالات‭ ‬المشهد‭ ‬الرياضي،‭ ‬ما‭ ‬تتخبط‭ ‬فيه‭ ‬الرياضة‭ ‬من‭ ‬ارتجال‭ ‬وتدهور‭ ‬واتخاذها‭ ‬مطية،‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬بعض‭ ‬المتطفلين‭ ‬عليها،‭ ‬للارتزاق‭ ‬أو‭ ‬لأغراض‭ ‬شخصية،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬ربي‭ ‬من‭ ‬المسيرين‭ ‬الذين‭ ‬يشهد‭ ‬لهم‭ ‬تاريخ‭ ‬الرياضة‭ ‬ببلادنا‭ ‬بتضحيتهم‭ ‬بالغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬جاعلين‭ ‬الفرق‭ ‬والأندية‭ ‬التي‭ ‬يشرفون‭ ‬عليها‭ ‬بمثابة‭ ‬أسرتهم‭ ‬الكبيرة‭ ‬ولاعبيها‭ ‬في‭ ‬منزلة‭ ‬أبنائهم‭.‬ ويأتي‭ ‬انعقاد‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬في‭ ‬ظرفية‭ ‬مطبوعة‭ ‬بانشغال‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الوطني‭ ‬بما‭ ‬يعترض‭ ‬الرياضات‭ ‬الوطنية‭ ‬عامة‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬تجسدها‭ ‬النتائج‭ ‬الهزيلة‭ ‬والمخيبة‭ ‬للآمال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نرضاه‭ ‬لبلدنا‭ ‬ولا‭ ‬يقبله‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬غيرة‭ ‬وطنية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحجبه،‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال،‭ ‬بطولة‭ ‬أو‭ ‬تألق‭ ‬بعض‭ ‬المواهب‭ ‬الفردية‭.‬ أيتها‭ ‬السيدات‭ ‬والسادة،‭ ‬ لا‭ ‬تخفى‭ ‬عليكم‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬الرياضة‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها‭ ‬وفنونها،‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المغاربة،‭ ‬وتجذرها‭ ‬في‭ ‬هويتهم‭ ‬الجماعية‭.‬ ذلكم‭ ‬أننا‭ ‬أمة‭ ‬شغوفة‭ ‬بالرياضة،‭ ‬معبأة،‭ ‬بكل‭ ‬جماهيرها،‭ ‬لنصرة‭ ‬وتشجيع‭ ‬أبطالها،‭ ‬معتزة‭ ‬أيما‭ ‬اعتزاز‭ ‬بما‭ ‬يحققونه‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬ورفع‭ ‬علم‭ ‬المغرب‭ ‬خفاقا‭ ‬في‭ ‬الملتقيات‭ ‬الدولية‭.‬ كما‭ ‬أن‭ ‬الممارسة‭ ‬الرياضية‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬عصرنا،‭ ‬حقا‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬للإنسان‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬ممارستها‭ ‬لتشمل‭ ‬كافة‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع،‭ ‬ذكورا‭ ‬وإناثا‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬وتمتد‭ ‬لتشمل‭ ‬المناطق‭ ‬المحرومة‭ ‬والأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭. ‬وبذلك‭ ‬تشكل‭ ‬الرياضة‭ ‬رافعة‭ ‬قوية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬وللاندماج‭ ‬والتلاحم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومحاربة‭ ‬الإقصاء‭ ‬والحرمان‭ ‬والتهميش‭.‬ واعتبارا‭ ‬لما‭ ‬تتوفر‭ ‬عليه‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬رصيد‭ ‬زاخر‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬الرياضي،‭ ‬فإن‭ ‬الإشكال‭ ‬الملح‭ ‬المطروح‭ ‬على‭ ‬المهنيين‭ ‬والسلطات‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬تقنين‭ ‬وضبط‭ ‬القطاع‭ ‬الرياضي،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬التساؤل‭ ‬المشروع‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الرياضة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬وما‭ ‬يلزم‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬لتجاوز‭ ‬حالة‭ ‬الجمود‭ ‬وغياب‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬تعانيها‭.‬ إن‭ ‬الوضع‭ ‬المقلق‭ ‬لرياضتنا‭ ‬الوطنية،‭ ‬على‭ ‬علاته‭ ‬الكثيرة‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيصه‭ ‬في‭ ‬إشكالات‭ ‬رئيسية،‭ ‬وهي‭ ‬بإيجاز‭: ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الحكامة‭ ‬المعمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬الجامعات‭ ‬والأندية،‭ ‬وملاءمة‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬وكذا‭ ‬مسألة‭ ‬التكوين‭ ‬والتأطير،‭ ‬ومعضلة‭ ‬التمويل،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬الرياضية،‭ ‬مما‭ ‬يقتضي‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬للنهوض‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭.‬ ومما‭ ‬يزيد‭ ‬الأمر‭ ‬تعقيدا،‭ ‬أن‭ ‬أسلوب‭ ‬تنظيم‭ ‬الممارسة‭ ‬الرياضية،‭ ‬في‭ ‬بلدنا،‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬تدخل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفاعلين‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬التنسيق‭ ‬فيما‭ ‬بينهم،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬أغلبهم‭ ‬يمارسون‭ ‬نشاطهم‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬جمعوي‭ ‬يقوم‭ ‬أساسا‭ ‬على‭ ‬مبدإ‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والهواية‭.‬ والأدهى‭ ‬والأمر،‭ ‬أن‭ ‬تحديد‭ ‬المسؤوليات‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬عناصر‭ ‬الشفافية‭ ‬والنجاعة‭ ‬والديمقراطية‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬الجامعات‭ ‬والأندية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الجمود‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬التنظيمات‭ ‬الرياضية‭ ‬وضعف‭ ‬أو‭ ‬انعدام‭ ‬نسبة‭ ‬التجديد‭ ‬الذي‭ ‬تخضع‭ ‬له‭ ‬هيأتها‭ ‬التسييرية،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬ينحصر‭ ‬الخلاف،‭ ‬حول‭ ‬التعاقب،‭ ‬في‭ ‬اعتبارات‭ ‬أو‭ ‬صراعات‭ ‬شخصية‭ ‬أو‭ ‬فئوية‭ ‬ضيقة‭.‬ ولتجاوز‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية،‭ ‬فإنه‭ ‬يتعين‭ ‬وضع‭ ‬نظام‭ ‬عصري‭ ‬وفعال‭ ‬لتنظيم‭ ‬القطاع‭ ‬الرياضي،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬المشهد‭ ‬الرياضي‭ ‬الوطني‭ ‬وتأهيل‭ ‬التنظيمات‭ ‬الرياضية‭ ‬للاحترافية‭ ‬ودمقرطة‭ ‬الهيئات‭ ‬المكلفة‭ ‬بالتسيير‭.‬ إن‭ ‬الوضع‭ ‬يتطلب،‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬اتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬المؤسساتية‭ ‬والقانونية‭ ‬الملائمة‭ ‬لمواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬المتسارعة‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬الرياضة‭ ‬العالمية،‭ ‬ولاسيما‭ ‬متطلبات‭ ‬تطوير‭ ‬الاحترافية‭.‬ كما‭ ‬ينبغي‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬نموذج‭ ‬ناجع‭ ‬يتيح‭ ‬النهوض‭ ‬برياضة‭ ‬النخبة‭ ‬والرياضة‭ ‬الجماهيرية،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬الانسجام‭ ‬والتناغم،‭ ‬وإعطائهما‭ ‬معا‭ ‬نفس‭ ‬الاهتمام‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الرياضية‭ ‬العمومية‭.‬ فرياضة‭ ‬النخبة‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالرياضة‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬عليا،‭ ‬تشكل‭ ‬مثالا‭ ‬يقتدى‭ ‬به،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعموم‭ ‬المواطنين‭.‬ في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬الجماهيرية‭ ‬تعد‭ ‬شرطا‭ ‬أساسيا‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬سليم،‭ ‬ومشتلا‭ ‬خصبا‭ ‬تنهل‭ ‬منه‭ ‬رياضة‭ ‬التباري‭ ‬مكوناتها‭ ‬وعناصرها‭.‬ كما‭ ‬يتعين‭ ‬بعث‭ ‬النشاط‭ ‬والحيوية،‭ ‬في‭ ‬شرايين‭ ‬الحياة‭ ‬الجمعوية‭ ‬الرياضية‭ ‬والزيادة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬المرخص‭ ‬لهم‭ ‬بممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬بشكل‭ ‬يتناسب‭ ‬وعدد‭ ‬سكان‭ ‬بلادنا‭ ‬ولاسيما‭ ‬منهم‭ ‬الشباب،‭ ‬فتيانا‭ ‬وفتيات‭ ‬باعتبارهم‭ ‬أبطال‭ ‬الغد‭.‬ وفي‭ ‬نفس‭ ‬السياق،‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬والجامعية،‭ ‬اعتبارا‭ ‬لدورها‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬الاكتشاف‭ ‬المبكر‭ ‬للمواهب‭ ‬المؤهلة‭ ‬وصقلها‭.‬ وأمام‭ ‬الإهمال‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬تعانيه،‭ ‬فإنه‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الملح‭ ‬جدا،‭ ‬الانكباب‭ ‬على‭ ‬وضعية‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة‭ ‬المدرسية‭ ‬والجامعية‭ ‬بغية‭ ‬توسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬الولوج‭ ‬إليها‭ ‬وتحسين‭ ‬تجهيزاتها‭ ‬التحتية‭ ‬وشروط‭ ‬ممارستها،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شراكة‭ ‬نموذجية‭ ‬بين‭ ‬الفرق‭ ‬التأطيرية،‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬والهيئات‭ ‬الرياضية‭.‬ وكيفما‭ ‬كان‭ ‬الحال،‭ ‬فإن‭ ‬النتائج‭ ‬الجيدة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيقها‭ ‬بدون‭ ‬تهييء‭ ‬جدي‭ ‬واحترافي‭ ‬للفرق‭ ‬الوطنية‭ ‬للمنافسات‭ ‬القارية‭ ‬والجهوية‭ ‬والدولية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تتطلب،‭ ‬بالضرورة‭ ‬التكوين‭ ‬الجيد‭ ‬والكفاءات‭ ‬في‭ ‬التأطير‭ ‬القانوني‭ ‬والإداري‭.‬ بيد‭ ‬أن‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬الحديثة،‭ ‬يظل‭ ‬هو‭ ‬التمويل،‭ ‬لذلك‭ ‬ندعو‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬مصادره،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬الاعتمادات‭ ‬العمومية‭ ‬المخصصة‭ ‬لقطاع‭ ‬الرياضة،‭ ‬أو‭ ‬بعقد‭ ‬شراكات‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭.‬ ونلح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬على‭ ‬اعتماد‭ ‬وتعزيز‭ ‬آليات‭ ‬المراقبة‭ ‬والافتحاص‭ ‬والمحاسبة،‭ ‬فهي‭ ‬النهج‭ ‬القويم‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬للتعليم‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬مالية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬وميزانية‭ ‬الجمعيات‭ ‬ولنزوعات‭ ‬التبذير‭ ‬وسوء‭ ‬التدبير،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬المخالفة‭ ‬للقانون‭ ‬وللروح‭ ‬الرياضية‭.‬ وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فحري‭ ‬بمناظرتكم‭ ‬الانكباب‭ ‬على‭ ‬مسألة‭ ‬حيوية‭ ‬عنوانها‭ ‬العريض،‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لقطاع‭ ‬الرياضة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬بنياته‭ ‬التحتية،‭ ‬إذ‭ ‬برغم‭ ‬بعض‭ ‬التجهيزات‭ ‬العالية‭ ‬المستوى‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬عليها‭ ‬بلادنا‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬وجهنا‭ ‬حكومتنا‭ ‬لإيجادها،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬مضاعفة‭ ‬الجهود،‭ ‬لأن‭ ‬التعاطي‭ ‬للرياضة‭ ‬وتكوين‭ ‬أبطالها‭ ‬صناعة‭.‬ وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يندرج‭ ‬حرصنا‭ ‬على‭ ‬إيلاء‭ ‬تشييد‭ ‬بنيات‭ ‬رياضية‭ ‬محلية،‭ ‬مكانة‭ ‬الأسبقية‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وكذا‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬فيها‭ ‬مؤسسة‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬للتضامن‭.‬ هدفنا‭ ‬الأسمى‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬إحياء‭ ‬الممارسة‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬مدننا‭ ‬وقرانا‭ ‬وأحيائنا،‭ ‬خاصة‭ ‬الشعبية‭ ‬منها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬المعين‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينضب‭ ‬للرياضيين‭ ‬والمنبت‭ ‬المعطاء‭ ‬لكبار‭ ‬أبطالنا‭ ‬ممن‭ ‬مارسوا‭ ‬هوايتهم‭ ‬الرياضية‭ ‬بالقدم‭ ‬الحافي‭ ‬وبالحركة‭ ‬العفوية‭ ‬والتلقائية‭ ‬وكان‭ ‬يكفيهم‭ ‬شرف‭ ‬حمل‭ ‬القميص‭ ‬الوطني‭ ‬ورفع‭ ‬راية‭ ‬المغرب‭ ‬خفاقة‭ ‬في‭ ‬الملتقيات‭ ‬القارية‭ ‬والدولية‭ ‬على‭ ‬نغمات‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭.‬ وإننا‭ ‬لندعو‭ ‬بالخصوص‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬لأن‭ ‬يكونوا‭ ‬شركاء،‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬والتزام‭ ‬وفعالية،‭ ‬في‭ ‬المخطط‭ ‬المندمج‭ ‬الجديد‭ ‬لتنمية‭ ‬الرياضة‭ ‬المغربية‭: ‬استراتيجية‭ ‬رياضية،‭ ‬ومجتمعا‭ ‬رياضيا،‭ ‬واقتصادا‭ ‬رياضيا،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬تضافر‭ ‬لجهودها‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية‭ ‬وهيئات‭ ‬الحركة‭ ‬الرياضية‭ ‬والأولمبية‭ ‬الوطنية‭.‬ كما‭ ‬أننا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قطاع‭ ‬الرياضة،‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬قطاعا‭ ‬للتجديد‭ ‬والإبداع‭ ‬المتميز،‭ ‬لذلك،‭ ‬ينبغي‭ ‬تشجيع‭ ‬الرياضات‭ ‬الجديدة‭ ‬قصد‭ ‬الاستفادة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المؤهلات‭ ‬الطبيعية‭ ‬للمملكة‭ ‬وإمكانات‭ ‬شبابها‭.‬ كما‭ ‬يتعين‭ ‬خلق‭ ‬مشاريع‭ ‬بناءة‭ ‬وذات‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬عالية،‭ ‬بالتشارك‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الرياضي‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬قطاعات‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والسياحة‭ ‬والثقافة‭ ‬والاتصال‭ ‬والجماعات‭ ‬المحلية‭.‬ ولا‭ ‬يفوتنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام،‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع،‭ ‬باعتباره‭ ‬شريكا‭ ‬لا‭ ‬مندوحة‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬نهضته‭ ‬المنشودة‭.‬ فبفضل‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬الحديثة‭ ‬للإعلام‭ ‬والاتصال،‭ ‬صارت‭ ‬الرياضة‭ ‬تحظى‭ ‬بمتابعة‭ ‬واسعة‭ ‬تضعها‭ ‬تحت‭ ‬المجهر،‭ ‬لذلك،‭ ‬ندعو‭ ‬الإعلام‭ ‬الرياضي‭ ‬إلى‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الشأن‭ ‬الرياضي‭ ‬بكل‭ ‬مسؤولية‭ ‬وحرية‭ ‬وبموضوعية‭ ‬واحترافية،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬التزام‭ ‬بأخلاقيات‭ ‬الرياضة‭ ‬والمهنة‭ ‬الإعلامية،‭ ‬بحيث‭ ‬ينتصر‭ ‬هذا‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطني‭ ‬دوما‭ ‬للنهوض‭ ‬بالرياضة‭ ‬والمثل‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭.‬ حضرات‭ ‬السيدات‭ ‬والسادة،‭ ‬ إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬سد‭ ‬كل‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها،‭ ‬مع‭ ‬كامل‭ ‬الأسف،‭ ‬قطاع‭ ‬الرياضة‭ ‬ببلادنا‭ ‬أمام‭ ‬تعدد‭ ‬الأسبقيات‭ ‬فإن‭ ‬التصدي‭ ‬لبعض‭ ‬المشاكل‭ ‬يتطلب‭ ‬الحزم‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬تكتسي‭ ‬طابعا‭ ‬استعجاليا‭.‬ فالشعور‭ ‬بالإحباط‭ ‬وخيبة‭ ‬الأمل‭ ‬الذي‭ ‬تولده‭ ‬الإخفاقات‭ ‬المتتالية‭ ‬للفرق‭ ‬الوطنية،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبرر‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬الفضاءات‭ ‬والميادين‭ ‬الرياضية،‭ ‬أحيانا،‭ ‬من‭ ‬استفحال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المظاهر‭ ‬المشينة،‭ ‬المرفوضة‭ ‬أخلاقيا‭ ‬وقانونيا‭ ‬وأعمال‭ ‬العنف‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬الممتلكات‭ ‬العمومية‭ ‬والخاصة‭.‬ وكذلك‭ ‬الشأن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لاستعمال‭ ‬المنشطات‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬ظاهرة‭ ‬غريبة‭ ‬على‭ ‬تقاليدنا‭ ‬وثقافتنا‭ ‬ومحرمة‭ ‬قانونا‭ ‬وأخلاقا‭ ‬رياضية،‭ ‬لذلك‭ ‬ندعو‭ ‬السلطات‭ ‬المختصة‭ ‬إلى‭ ‬محاربة‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬والتزام‭ ‬الصرامة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬معاقبة‭ ‬استعمالها‭ ‬وترويجها،‭ ‬تنفيذا‭ ‬لقوانيننا‭ ‬الوطنية‭ ‬والتزاماتنا‭ ‬الدولية‭.‬ ‭ ‬معشر‭ ‬الرياضيين‭ ‬والرياضيات،‭ ‬ إن‭ ‬ثقتنا‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬للرياضة‭ ‬المغربية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬لن‭ ‬نألو‭ ‬جهدا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬كل‭ ‬المبادرات‭ ‬الحسنة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬على‭ ‬بلوغ‭ ‬هدفها‭ ‬الأسمى،‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬الرياضة‭ ‬المغربية‭ ‬نموذجا‭ ‬متميزا‭ ‬ومدرسة‭ ‬حقيقية‭ ‬للحياة‭ ‬وللوطنية‭ ‬والمواطنة‭ ‬وعنصرا‭ ‬للتلاحم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ورافعة‭ ‬لإشعاعنا‭ ‬الجهوي‭ ‬والدولي‭.‬ وإننا‭ ‬لا‭ ‬ننتظر‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المناظرة،‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بمجرد‭ ‬وضع‭ ‬تشخيص،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬دقيقا‭ ‬لحال‭ ‬الرياضة‭ ‬المغربية‭ ‬أو‭ ‬الإطناب‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬الخطابي‭ ‬عن‭ ‬الإصلاح‭ ‬النظري‭ ‬الذي‭ ‬يفضي،‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬إلى‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬مغبة‭ ‬ما‭ ‬دعونا‭ ‬إلى‭ ‬تجنبه‭ ‬من‭ ‬الدوران‭ ‬في‭ ‬الحلقة‭ ‬المفرغة‭ ‬أو‭ ‬العبثية،‭ ‬لتغيير‭ ‬التغيير‭ ‬وإصلاح‭ ‬الإصلاح؛‭ ‬بلى،‭ ‬إن‭ ‬غيرتنا‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الرياضة،‭ ‬تجعلنا‭ ‬نحثكم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تجعلوا‭ ‬هذه‭ ‬المناظرة‭ ‬قوة‭ ‬اقتراحية‭ ‬تصدر‭ ‬عنها‭ ‬توصيات‭ ‬وجيهة‭ ‬واقتراحات‭ ‬عملية‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬رياضتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬وتستجيب‭ ‬لتطلعات‭ ‬الجماهير‭ ‬الشعبية‭ ‬ومواطنينا،‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬كما‭ ‬الخارج،‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والبطولات‭.‬ لذا،‭ ‬فإننا‭ ‬نهيب‭ ‬بكافة‭ ‬الفاعلين‭ ‬المعنيين‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع،‭ ‬أن‭ ‬يتناولوا‭ ‬الموضوع‭ ‬بروح‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬والجد‭ ‬والالتزام‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬الذات‭ ‬وفي‭ ‬المؤهلات‭ ‬وبكثير‭ ‬من‭ ‬الطموح‭ ‬والتفاؤل،‭ ‬غايتكم‭ ‬المثلى،‭ ‬الاجتهاد‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬أفضل‭ ‬السبل،‭ ‬لوضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للرياضة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬جماعية‭ ‬مسؤولة‭.‬ والله‭ ‬تعالى‭ ‬نسأل‭ ‬أن‭ ‬يسدد‭ ‬خطاكم‭ ‬ويتوج‭ ‬أشغالكم‭ ‬بكامل‭ ‬التوفيق‭.‬ والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وبركاته‭.‬‮»‬
الصخيرات،‭ ‬24‭ ‬شوال‭ ‬1429‭ ‬هـ‭ ‬الموافق‭ ‬24‭ ‬أكتوبر‭ ‬2008‭ ‬م
جنيف،‭ ‬09‭ ‬جمادى‭ ‬الثانية‭ ‬1427‭ ‬هـ‭ ‬الموافق‭ ‬05‭ ‬يوليوز‭ ‬2006‭ ‬م
رسالة‭ ‬ملكية‭ ‬إلى‭ ‬اجتماع‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮ «‬الرياضات‭ ‬كوسيلة‭ ‬لدعم‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحلية‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬الشغل‮»‬
‮«‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬وحده،‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬مولانا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬وآله‭ ‬وصحبه،‭ ‬ السيد‭ ‬الرئيس،‭ ‬حضرات‭ ‬المندوبين‭ ‬الموقرين،‭ ‬حضرات‭ ‬السيدات‭ ‬والسادة،‭ ‬ يطيب‭ ‬لي،‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السعيدة،‭ ‬أن‭ ‬أتوجه‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بالشكر‭ ‬الجزيل،‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬رجالا‭ ‬ونساء،‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الوحدة‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬التابعة‭ ‬للمجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مهنئا‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لإنجاح‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬القيمة،‭ ‬وكذا‭ ‬على‭ ‬إفساحه‭ ‬المجال‭ ‬لنا‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬واعد‭ ‬وملموس‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬الانسجام‭ ‬التام‭ ‬مع‭ ‬تلكم‭ ‬المطامح‭ ‬النبيلة‭ ‬والشجاعة‭ ‬التي‭ ‬ينطوي‭ ‬عليها‭ ‬ميثاق‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية،‭ ‬وكذا‭ ‬مع‭ ‬غاياتها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تحددت‭ ‬بوجه‭ ‬خاص‭ ‬منذ‭ ‬انعقاد‭ ‬قمة‭ ‬الألفية‭ ‬والرامية‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬للبشرية‭ ‬يسوده‭ ‬مناخ‭ ‬من‭ ‬السلم‭ ‬والتضامن‭ ‬والازدهار‭ ‬للجميع‭. ‬ كما‭ ‬أود‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬مجددا‭ ‬الالتزام‭ ‬الراسخ‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الهيئات‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬للمبادرات‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬السلم‭ ‬والتنمية،‭ ‬معلنا‭ ‬اليوم‭ ‬انخراط‭ ‬بلادي‭ ‬التام‭ ‬في‭ ‬الأهداف‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭. ‬ إن‭ ‬موضوع‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬‮ «‬الرياضات‭ ‬كوسيلة‭ ‬لدعم‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحلية‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬الشغل‮»‬‭ ‬ يشكل‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬مناسبة‭ ‬سانحة‭ ‬لتعميق‭ ‬البحث‭ ‬بشأن‭ ‬إشكالية‭ ‬الشغل،‭ ‬بهدف‭ ‬تعبئة‭ ‬كافة‭ ‬الطاقات‭ ‬لتجسيد‭ ‬الهدف‭ ‬المتجلي‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الشغل‭ ‬القار‭ ‬للجميع‭. ‬ لذا،‭ ‬فإنني‭ ‬أنوه‭ ‬بالمبادرة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بشكل‭ ‬بناء‭ ‬ممثلي‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬كيفما‭ ‬كانت‭ ‬أشكال‭ ‬التنظيم‭ ‬والأهداف‭ ‬المتوخاة‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬هؤلاء‭ ‬على‭ ‬التوظيف‭ ‬الفعال‭ ‬والمستمر‭ ‬للرياضة‭ ‬لإحداث‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الشغل،‭ ‬وكذا‭ ‬لجعل‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬رافعة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬بلداننا‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭. ‬ إن‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬وتضافرها،‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬قناعتنا‭ ‬الراسخة،‭ ‬ومن‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬المغرب،‭ ‬بكل‭ ‬قواه‭ ‬الوطنية‭ ‬وشرائحه‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬مافتئ‭ ‬يعمل‭ ‬ويجرب‭ ‬ويثابر،‭ ‬معتمدا‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬على‭ ‬مقومات‭ ‬الدولة‭ ‬وامتداداتها‭ ‬لاسيما‭ ‬اللامركزية‭ ‬منها‭. ‬وكذلك‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القطاع‭ ‬الإنتاجي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬شركات‭ ‬فاعلة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الجهوي‭ ‬والدولي‭ ‬والحكومي‭ ‬وغيره‭ ‬بمساندة‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تتولى‭ ‬دورا‭ ‬تنظيميا‭ ‬واسعا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬ إن‭ ‬تنمية‭ ‬الرياضات‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬والإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬لتستحق‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬إلماحة‭ ‬قصيرة‭ ‬باعتبارها‭ ‬تجسيدا‭ ‬لما‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الأمل‭ ‬بفعل‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬الجماعي،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬التناغم‭ ‬المنشود‭ ‬بين‭ ‬نوايانا‭ ‬وأعمالنا‭ ‬المشتركة‭. ‬ ومن‭ ‬جهتي،‭ ‬أؤكد‭ ‬لكم‭ ‬انخراط‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬الذي‭ ‬يتناسب‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يعمل‭ ‬المغرب‭ ‬بكل‭ ‬عزم‭ ‬وثبات،‭ ‬على‭ ‬تحقيقه،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬أملي‭ ‬في‭ ‬استفادة‭ ‬بلادي‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬المتاحة،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬تتوخى‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للشغل‭ ‬ومقاصده‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تروم‭ ‬تحقيق‭ ‬الاندماج‭ ‬والإنصاف‭. ‬ ونظرا‭ ‬لكون‭ ‬هذه‭ ‬المرامي‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬جد‭ ‬مشروعة‭ ‬وطموحة‭ ‬ونبيلة،‭ ‬فإنه‭ ‬تحدوني‭ ‬رغبة‭ ‬أكيدة‭ ‬لتجسيدها‭ ‬لفائدة‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬قاطبة‭ ‬ولفئة‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬ولاسيما‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬عوزا‭ ‬والأكثر‭ ‬فقرا،‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬باستمرار‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭.‬ وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬فإن‭ ‬مؤسسة‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬للتضامن‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬صفة‭ ‬استشارية‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬خير‭ ‬تجسيد‭ ‬لهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬إذ‭ ‬أنها‭ ‬تعتبر‭ ‬إدماج‭ ‬الشباب‭ ‬أحد‭ ‬انشغالاتها‭ ‬الثابتة،‭ ‬فهي‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬تشييد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬المجهزة‭ ‬التي‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬جمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الناشطة‭ ‬وفاعلون‭ ‬محليون‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إنعاش‭ ‬وإدماج‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التكوين‭ ‬المهني‭ ‬وأنشطة‭ ‬القرب‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬الرياضة‭ ‬والترفيه‭ ‬والثقافة‭ ‬أحد‭ ‬دعائمها‭ ‬الأساسية‭. ‬ ولن‭ ‬يتأتى‭ ‬إشراك‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الهيئات،‭ ‬كمؤسسة‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬للتضامن‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحجم‭ ‬الكبير‭ ‬وتعبئة‭ ‬كافة‭ ‬الفاعلين‭ ‬الاجتماعيين،‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬سياسة‭ ‬اجتماعية‭ ‬عمومية‭ ‬تتسم‭ ‬بروح‭ ‬التضامن‭ ‬وقوة‭ ‬التجانس،‭ ‬ويلتف‭ ‬حولها‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬التعبئة‭ ‬الشاملة‭ ‬المستمرة،‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬المحلي‭ ‬والوطني‭. ‬ لذا‭ ‬جاءت‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬أعطيت‭ ‬انطلاقتها‭ ‬قبل‭ ‬سنة‭ ‬ونيف‭ ‬بمثابة‭ ‬قطب‭ ‬الرحى‭ ‬الذي‭ ‬تلتف‭ ‬حوله‭ ‬المشاريع‭ ‬القطاعية‭ ‬المبرمجة‭ ‬وذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالرياضة‭ ‬والشباب‭. ‬وباعتبارها‭ ‬سياسة‭ ‬عمومية‭ ‬تتوخى‭ ‬توفير‭ ‬التأطير‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الواسع،‭ ‬فإنها‭ ‬تشكل‭ ‬المحرك‭ ‬الأساسي‭ ‬لإنعاش‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬بالأساس‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭. ‬ ولا‭ ‬يجدر‭ ‬بأي‭ ‬سياسة‭ ‬اجتماعية‭ ‬قطاعية،‭ ‬كما‭ ‬نتوخاها‭ ‬جميعا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬محددة،‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬عمومية‭ ‬قطاعية‭ ‬أخرى‭ ‬تكون‭ ‬قريبة‭ ‬منها،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬التكامل‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬كفيل‭ ‬بتحقيق‭ ‬التعبئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المنشودة‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬الضروري‭ ‬لبلوغ‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭. ‬ولا‭ ‬غرو‭ ‬فإن‭ ‬التنمية‭ ‬عملية‭ ‬شمولية‭ ‬بامتياز‭. ‬ ولن‭ ‬يتأتى‭ ‬لأي‭ ‬رؤية‭ ‬قطاعية،‭ ‬كيفما‭ ‬كانت‭ ‬وجاهتها،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مكتفية‭ ‬بذاتها،‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬منطلقاتها‭ ‬النظرية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مقاصدها‭ ‬فقيمتها‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬تتسم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬طابع‭ ‬الشمولية‭ ‬والتماسك،‭ ‬في‭ ‬حرصها‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬مراميها‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمواطن،‭ ‬وذلك‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬له‭ ‬التوفر‭ ‬على‭ ‬السكن‭ ‬اللائق‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬تعليمي‭ ‬فعال‭ ‬وخدمات‭ ‬صحية‭ ‬مرضية،‭ ‬ومن‭ ‬مصدر‭ ‬للدخل‭ ‬يكفل‭ ‬ظروف‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭. ‬ وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية،‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بلا‭ ‬كلل‭ ‬لتتمكن‭ ‬بلادي‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬منسجمة‭ ‬ومنصفة،‭ ‬وكذا‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الشروط‭ ‬اللازمة‭ ‬للنهوض‭ ‬باقتصاد‭ ‬مزدهر،‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬متضامن‭ ‬وديمقراطي‭. ‬ واعتمادا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الشمولية‭ ‬اعتبرت‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الرئيسية‭ ‬للتنمية‭. ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬أوليت‭ ‬باستمرار‭ ‬عناية‭ ‬خاصة‭ ‬للأعمال‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الدولة‭ ‬وباقي‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭. ‬ولا سيما‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬وخير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬المغرب‭ ‬بتنظيمها‭ ‬مؤخرا‭ ‬كالمؤتمر‭ ‬الإفريقي‭ ‬للقيادات‭ ‬الشبابية‭ ‬أو‭ ‬اجتماع‭ ‬برامج‭ ‬‮«‬سبيسيال‭ ‬أولمبيكس‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمنطقة‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وهو‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬برياضات‭ ‬الأشخاص‭ ‬المعاقين‭. ‬ كما‭ ‬انخرطت‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬في‭ ‬تلكم‭ ‬الفلسفة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬أخلاقيات‭ ‬الرياضة‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬للرياضة‭ ‬أثرا‭ ‬بالغا‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬الجسدية‭ ‬للأشخاص‭ ‬وعلى‭ ‬انفتاحهم‭.‬ فالرياضة‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬اكتساب‭ ‬روح‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الآخر‭ ‬وتحفز‭ ‬على‭ ‬التنافس‭ ‬السليم‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬عاملا‭ ‬لإدماج‭ ‬الشباب‭ ‬يقيهم‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬الانحراف‭ ‬ويمكنهم‭ ‬من‭ ‬التوظيف‭ ‬المجدي‭ ‬لأوقات‭ ‬الفراغ‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يسهم‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المسار‭ ‬التعليمي‭ ‬للأطفال‭ ‬والشباب‭. ‬ وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬للرياضة‭ ‬أثرا‭ ‬مباشرا‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬الشغل‭. ‬ويتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الآفاق‭ ‬التي‭ ‬تفتحها‭ ‬إقامة‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬المخصصة‭ ‬للرياضة‭ ‬والأطر‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭. ‬وكذا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬وحدات‭ ‬إنتاجية‭ ‬لها‭ ‬ارتباط‭ ‬بقطاع‭ ‬الرياضة‭ ‬والتي‭ ‬توفر‭ ‬موارد‭ ‬وخبرات‭ ‬أكيدة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الآثار‭ ‬المواكبة‭ ‬لهذه‭ ‬الدينامية‭ ‬والتي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للأمم‭. ‬ إن‭ ‬الثنائية‭ ‬المحورية‭ ‬للتكوين‭ ‬والشغل‭ ‬الموجهين‭ ‬بالأساس‭ ‬لدعم‭ ‬أهداف‭ ‬الرياضة‭ ‬المنتجة‭ ‬لفرص‭ ‬الشغل‭ ‬تستحق‭ ‬منا‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬أنظمتنا‭ ‬التربوية‭. ‬لذا‭ ‬ينبغي‭ ‬التحفيز‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬الطفل‭ ‬للرياضة‭ ‬كمهنة‭ ‬يزاولها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬شأن‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شأن‭ ‬باقي‭ ‬المهن‭. ‬ بيد‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتأتى‭ ‬لنا‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدمج‭ ‬العمل‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬منظور‭ ‬له‭ ‬عنصرا‭ ‬المشاركة‭ ‬والقرب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬تلكم‭ ‬إذن،‭ ‬هي‭ ‬التوجهات‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬لمؤسسة‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬للتضامن‭ ‬التي‭ ‬انخرطت‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬طموح‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إنجاز‭ ‬مرافق‭ ‬رياضية‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬والمراكز‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬أقامتها‭ ‬عبر‭ ‬أنحاء‭ ‬المملكة‭.‬ كما‭ ‬يجدر‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬ترحب‭ ‬بالاقتراح‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮ «‬قدموا‭ ‬لهم‭ ‬يد‭ ‬العون‮» ‬‭ ‬ومؤسسة‭ ‬‮«‬‭ ‬اكس‭ ‬ال‭ ‬جينريشن‮»‬‭ ‬ لإطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬‮ «‬ووردسبورت‭ ‬الاينس‮»‬ ‬التحالف‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الرياضة‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬الرياضة‭ ‬محركا‭ ‬لتربية‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬عبر‭ ‬العالم‭ ‬وبالتالي‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬للألفية‭. ‬ وإنني‭ ‬إذ‭ ‬أتمنى‭ ‬كامل‭ ‬التوفيق‭ ‬لأشغالكم،‭ ‬لأود‭ ‬أن‭ ‬أعرب‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬عن‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬أوليه‭ ‬لمشروع‭ ‬‮«‬التحالف‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الرياضة‮»‬‭ ‬وكذا‭ ‬استعداد‭ ‬المغرب‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬النقاشات‭ ‬التي‭ ‬ستتم‭ ‬بهدف‭ ‬تجسيد‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬النبيلة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وبركاته‭.‬‮»‬
جنيف،‭ ‬09‭ ‬جمادى‭ ‬الثانية‭ ‬1427‭ ‬هـ‭ ‬الموافق‭ ‬05‭ ‬يوليوز‭ ‬2006‭ ‬م
زوريخ،‭ ‬24‭ ‬ربيع‭ ‬الأول‭ ‬1425‭ ‬هـ‭ ‬الموافق‭ ‬14‭ ‬ماي‭ ‬2004‭ ‬م
رسالة‭ ‬ملكية‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للفيفا‭ ‬بمناسبة‭ ‬التقديم‭ ‬النهائي‭ ‬لملف‭ ‬ترشيح‭ ‬المغرب‭ ‬لاحتضان‭ ‬مونديال‭ ‬2010‭ ‬
‮«‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬وحده،‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬مولانا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬وآله‭ ‬وصحبه،‭ ‬ السيد‭ ‬الرئيس‭ ‬بلاتير،‭ ‬السادة‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬الموقرين،‭ ‬ إن‭ ‬المغرب،‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬ترشيحه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احتضان‭ ‬مباريات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬لسنة‭ ‬2010،‭ ‬لهو‭ ‬مغرب‭ ‬جديد‭ ‬معتز‭ ‬بتاريخه‭ ‬منفتح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬تواق‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭. ‬إنه‭ ‬مغرب‭ ‬الديموقراطية،‭ ‬حيث‭ ‬تنفتح‭ ‬أمام‭ ‬شبابه‭ ‬كل‭ ‬السبل‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬يصبو‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬طموح‭ ‬وينمي‭ ‬ما‭ ‬يزخر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مواهب‭.‬ إننا،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مسيرتنا‭ ‬التنموية،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬ترشيحنا‭ ‬هذا،‭ ‬نعمل‭ ‬جاهدين‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬بلد‭ ‬عصري،‭ ‬تتوافر‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬البنيات‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬مطارات‭ ‬وطرق‭ ‬سيارة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تشييد‭ ‬ملاعب‭ ‬جديدة‭. ‬إن‭ ‬ما‭ ‬لدينا‭ ‬حاليا،‭ ‬من‭ ‬مستشفيات‭ ‬ومصحات‭ ‬ومصالح‭ ‬للمستعجلات‭ ‬العمومية‭ ‬منها،‭ ‬والخاصة‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬متاح‭ ‬من‭ ‬تغطية‭ ‬وطنية‭ ‬بشبكة‭ ‬الهاتف‭ ‬الثابت‭ ‬والنقال‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني،‭ ‬وكذا‭ ‬شبكة‭ ‬الأنترنيت،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الجميع،‭ ‬كلها‭ ‬عوامل‭ ‬كفيلة‭ ‬بطمأنة‭ ‬اتحاد‭ ‬‮«‬الفيفا‮»‬،‭ ‬وإقناعه،‭ ‬بأن‭ ‬كافة‭ ‬الوسائل‭ ‬اللوجيستية‭ ‬ستسخر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬بمثابة‭ ‬عرس‭ ‬شيق‭ ‬يحرك‭ ‬الوجدان،‭ ‬ويذكي‭ ‬جذوة‭ ‬الشغف‭ ‬برياضة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭. ‬ لقد‭ ‬دعونا‭ ‬حكومتنا،‭ ‬بأن‭ ‬توفر‭ ‬أقوى‭ ‬الضمانات‭ ‬باتخاذ‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأمنية،‭ ‬الكفيلة‭ ‬بالاستجابة‭ ‬لمطالبكم،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬مطالبنا‭. ‬إن‭ ‬المغرب،‭ ‬ليسخر‭ ‬كل‭ ‬إمكاناته،‭ ‬ويجعلها‭ ‬أمانة‭ ‬لديكم‭ ‬ومفتاحا‭ ‬ليكون‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬كأس‭ ‬السكينة،‭ ‬والاطمئنان،‭ ‬معتبرين‭ ‬ضيوفكم‭ ‬ضيوفنا‭ ‬وأصدقاءكم‭ ‬أصدقاءنا‭ ‬وفرقكم‭ ‬هي‭ ‬فرقنا،‭ ‬وذلك‭ ‬حتى‭ ‬تظل‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬أكثر‭ ‬الأعراس‭ ‬الرياضية‭ ‬عالمية‭ ‬وشعبية‭.‬ السيد‭ ‬الرئيس،‭ ‬السادة‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬المحترمين،‭ ‬ إن‭ ‬بلدنا،‭ ‬الذي‭ ‬يشاطر‭ ‬الفيفا‭ ‬عزمها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنظيم‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2010‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الإحكام،‭ ‬ليعتزم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬إضفاء‭ ‬حلة‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الرياضة‭ ‬الأكثر‭ ‬شعبية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬ والمغرب،‭ ‬الذي‭ ‬رفع‭ ‬عاليا‭ ‬مشعل‭ ‬الكرة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬سيعمل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعه،‭ ‬لكي‭ ‬تصبح‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬هاته،‭ ‬قاطرة‭ ‬لرفع‭ ‬التحديات‭ ‬الهائلة،‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬بغية‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬من‭ ‬السلم‭ ‬والوئام‭. ‬وهو‭ ‬التطلع،‭ ‬الذي‭ ‬يتناسب‭ ‬تماما‭ ‬وهوية‭ ‬المغرب‭ ‬الحضارية‭ ‬المتميزة‭ ‬كأرض‭ ‬للسلام‭ ‬والتسامح،‭ ‬كما‭ ‬تشهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬وتاريخنا‭ ‬العريق‭. ‬ ما‭ ‬من‭ ‬شك،‭ ‬أنه‭ ‬بفضل‭ ‬مجهوداتكم‭ ‬الدؤوبة،‭ ‬أبانت‭ ‬مؤسستكم‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يسوده‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف،‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬والقيم‭ ‬النبيلة،‭ ‬التي‭ ‬تشيعها،‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬أفضل‭ ‬للإنسانية‭. ‬وإننا،‭ ‬نعتقد‭ ‬اعتقادا‭ ‬راسخا،‭ ‬بأن‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬تحمل‭ ‬بين‭ ‬طياتها‭ ‬رسالة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬العنف‭ ‬واليأس‭ ‬ليسا‭ ‬قدرا‭ ‬محتوما‭. ‬وإن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬ليحدوها‭ ‬أمل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تعمل،‭ ‬يدا‭ ‬في‭ ‬يد،‭ ‬مع‭ ‬الفيفا‭ ‬لتبليغ‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬إلى‭ ‬كافة‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمور‭.‬ ولنا‭ ‬اليقين،‭ ‬أنه‭ ‬حين،‭ ‬سيسدل‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬مباريات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬2010‭ ‬بالمغرب،‭ ‬سيغمركم‭ ‬شعور‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬لكونكم‭ ‬أسندتم‭ ‬شرف‭ ‬تنظيم‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرة‭ ‬البارزة‭ ‬لبلد‭ ‬إفريقي‭. ‬ والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وبركاته‭.‬‮»‬
زوريخ،‭ ‬24‭ ‬ربيع‭ ‬الأول‭ ‬1425‭ ‬هـ‭ ‬الموافق‭ ‬14‭ ‬ماي‭ ‬2004‭ ‬م