(إعداد : رشيد معبودي)
الدار البيضاء – تستأنف في نهاية الأسبوع الجاري المنافسات الإفريقية لكرة القدم، بعد سبعة أشهر من التوقف الإضطراري بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، بإجراء مباريات القمة المقرر أن تجمع بين فريقي الرجاء والوداد البيضاويين، على التوالي، بفريقي الأهلي والزمالك المصريين، برسم نصف نهاية عصبة الأبطال، فيما يواجه فريق نهضة بركان حسنية أكادير في المربع الذهبي لكأس الكونفدرالية الإفريقية سعيا لإنقاذ الموسم.
وهكذا، سيستضيف فريق الوداد البيضاوي، يوم السبت المقبل بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، فريق الزمالك ذهابا، على أن يقام لقاء الإياب بين الفريقين، يوم الجمعة المقبل بالقاهرة.
وفي نصف النهاية الثانية، يستقبل فريق الرجاء البيضاوي نادي الزمالك، قبل أن يسافر إلى القاهرة أسبوعا بعد ذلك، على أن تجرى المباراة النهائية للمسابقة في سادس نونبر المقبل.
وسيدخل فريق الرجاء البيضاوي، المزهو بلقبه بطلا للمغرب، الذي انتزعه من رحم المعاناة وفي آخر أنفاس البطولة بعد صراع مع غريمه التقليدي الوداد (الثاني)، هذه المواجهة المغربية-المصرية بمعنوبات مرتفعة ولاعبين بثقة تامة لضمان مقعده في المباراة النهائية لهذه المسابقة، والتي يعود آخر لقب له فيها إلى سنة 1999.
ولتحقيق هذا المبتغى، يعول أشبال الإطار الوطني جمال السلامي على تجانسهم واستقرار إدارتهم التقنية وخبرة اللاعبين من أمثال محسن متولي وعبد الإله الحافيظي من بين آخرين.
فبعد تتويجهم أبطالا للمغرب الأحد الماضي، استفاد اللاعبون من يومين من الراحة حتى يتمكنوا من الإستعداد نفسيا لهذه المواجهة المزدوجة، بينما يخوض الطاقم الطبي سباقا ضد الساعة لتمكين بعض اللاعبين الأساسيين من خوض غمار الجولة الأولى من المواجهة، كعبد الرحيم شاكر وعمر بوطيب وعبد الجليل جبيرة وأيضا سند الورفلي.
من جانبه، سيخوض فريق الزمالك، الذي يضم في صفوفه اللاعبين المغربيين أشرف بنشرقي ومحمد أوناجم، اللقاء محروما من ثلاثة عناصر وهم حازم إمام وشيكابالا ومحمد عبد الشافي، بسبب الإصابة.
وسيخوض الفريق الأخضر هذه المباراة تحت شعار “رد الدين” والثأر لخسارته سنة 2002 أمام الخصم ذاته في لقاء نهاية دوري أبطال إفريقيا (ذهابا 0-0 في الدار البيضاء وايابا 0-1 بفوز الزمالك في القاهرة).
وفي لقاء نصف النهاية الآخر، يبدو أن فريق الوداد قد طوى صفحة البطولة الوطنية وبات اهتمامه منصبا على هذه المسابقة القارية. وسيلعب الفريق الأحمر اللقاء بامتباز معنوي على الأهلي، لكونه تغلب عليه في المباراة النهائية لسنة 2017 (ذهابا في القاهرة 0-0، وإيابا في الدار البيضاء .. فوز الوداد 1-0).
ولم ينهزم فريق الوداد البيضاوي سوى في مباراتين من آخر 10 ممواجهات في المسابقة (5 انتصارات و3 تعادلات)، في حين لم ينهزم في 26 مباراة متتالية بميدانه في هذه الكأس (22 فوزا، و4 تعادلات).
ويذكر أن آخر هزيمة لفريق الوداد بميدانه في المسابقة كانت أمام نادي الأهلي يوم 27 يوليوز 2016، أما النادي المصري فيتصدر قائمة الأكثر تتويجا بلقب الكأس ويحمل رقما قياسيا برصيد ثمانية ألقاب، وبلغ نهاية المسابقة خمسة عشرة مرة وحقق 12 فوزا.
وفي مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، التي ستجرى نصف نهايتها ونهايتها لأول مرة في مباراة واحدة فاصلة، سيواجه نادي بيراميدز المصري فريق حورية كوناكري الغيني، فيما يلعب فريق نهضة بركان ضد فريق حسنية أكادير في نصف النهاية الثانية.
وسيحاول فريق نهضة بركان، الذي وقع على موسم استثنائي بامتياز في منافسات البطولة الوطنية الإحترافية للموسم الحالي، وكان قاب قوسين أو أدنى من خلق المفاجأة وانتزاع اللقب، التعويض على الصعيد القاري.
وسيعمل أشبال المدرب طارق السكيتيوي، الذين أنهوا الموسم في المركز الثالث، والذي يسمح لهم بخوض منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية الموسم المقبل، على حجز بطاقة التأهل إلى المبااراة النهائية بأي ثمن، فيما سيحرص الفريق الأكاديري ،صاحب المركز التاسع ب(36 نقطة)، على مواصلة المغامرة إلى النهاية، والتأهل بالتالي لأول مرة في تاريخه لنهاية الكأس القارية.
والأكيد أن الخبرة ستلعب لصالح نهضة بركان، بيد أن فريق حسنية أكادير يتوفر على كل الأسلحة التي يحتاجها للفوز في هذه المبارزة وإنقاذ موسمه.
وغني عن التذكير أن تأهل أربعة أندية مغربية لنصف نهاية المسابقات الإفريقية يعكس بالملموس مستوى نضج أندية كرة القدم الوطنية، لكن الحذر يظل قائما لتأكيد هذا الأداء المتميز، والحضور بالتالي لأول مرة في تاريخ التتويج، وفي الموسم ذاته، لناديين مغربيين على الساحة الإفريقية.